أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، في بيانٍ مشترك مساء اليوم السبت، عن اغتيال القيادي في حركة حماس رائد سعد في غارة إسرائيلية على مدينة غزة.
وجاء في البيان المشترك أن رائد سعد يُعدّ من أبرز قادة حركة حماس الذين بقوا في قطاع غزة، وتولّى خلال السنوات الماضية سلسلة من المناصب الرفيعة في الجناح العسكري للحركة.
وبحسب البيان، فإن سعد كان من العناصر القيادية المركزية خلال الأشهر الأخيرة، وتحمّله إسرائيل مسؤولية مباشرة عمّا وصفته ب"خروقات وقف إطلاق النار"، إضافة إلى إشرافه، في إطار عمله ضمن "ركن التصنيعط، على مواصلة إنتاج الأسلحة في قطاع غزة خلال فترة التهدئة.
وذكرت مصادر إسرائيلية، أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير أمنه يسرائيل كاتس صادقا على العملية، من دون أن يتم إبلاغ واشنطن مسبقا بها.
وقال نتنياهو وكاتس في بيان مشترك بعد العملية، إنهما أوعزا بتنفيذها "ردا على تفجير حماس عبوة ناسفة بقواتنا اليوم في مناطق الخط الأصفر بقطاع غزة"، واعتبرا أن "كل ما يرفع يده على إسرائيل ويؤذي الجنود، ستقطع يده في غزة وفي أي مكان"، على حد تعبيرهما.
وكان قد اعلن الجيش الإسرائيلي عن اصابة جنديين من الاحتياط اثر انفجار عبوة ناسفة جنوب قطاع غزة.
وفي سياق متصل، أعلنت مصادر فلسطينية عن ارتقاء 5 فلسطينيين وإصابة أكثر من 20 اخرين بجروح متفاوتة، جراء غارة إسرائيلية استهدفت محيط مفترق النابلسي على شارع الرشيد غرب مدينة غزة.
محاولات اغتيال سابقة
أقرّ الجيش الإسرائيلي بأن محاولات سابقة لاغتيال رائد سعد أُحبطت خلال الحرب على غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بينها محاولتان خلال الأسبوعين الماضيين أُلغيتا في الدقائق الأخيرة.
موقعه القيادي في كتائب القسام
تصنّف إسرائيل رائد سعد على أنه الرجل الثاني في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بعد قائدها عز الدين الحداد، وتزعم أنه كان من المخططين الرئيسيين لخطة "جدار أريحا"، التي استهدفت فرقة غزة في هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
كما تدّعي إسرائيل أن سعد شغل منصب قائد قسم العمليات، وكان ولا يزال مسؤولًا عن إنتاج الأسلحة وإعادة تأهيل القدرات العسكرية لكتائب القسام.
وأفيد بأن سعد اعتُقل لفترة قصيرة في السجون الإسرائيلية عام1990، وكان مقرّبًا من مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، ومن قادة الذراع العسكري محمد الضيف ومروان عيسى.
وقالت مصادر إسرائيلية إنه تولّى قيادة لواء غزة في كتائب القسام مطلع الألفين، وفي بداية العقد الثاني من الألفية أسّس وترأس القوة البحرية لحماس في قطاع غزة.
وبحسب المصادر ، انضم سعد إلى هيئة الأركان التابعة لحماس بعد العدوان على غزة عام ألفين وأربعة عشر، وأصبح لاحقًا عضوًا في المجلس العسكري المصغّر للحركة، ثم رئيسًا لقسم العمليات، ومشرفًا على إنشاء كتائب النخبة، وعلى إعداد خطة "جدار أريحا".
غياب تأكيد من حماس
في المقابل، لم يصدر أي إعلان رسمي من حركة حماس أو كتائب القسام يؤكد أو ينفي اغتيال رائد سعد.
وقالت حركة حماس، في بيان لها، إن "مواصلة الجيش الإسرائيلي جرائمه في قطاع غزة، وآخرها استهداف طيرانه سيارة مدنية غرب مدينة غزة مساء اليوم، تمثل إمعانًا في الخرق الإجرامي لاتفاق وقف إطلاق النار”، الموقع وفق الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وطالبت الحركة الوسطاء والدول الضامنة للاتفاق بـ"تحمّل مسؤولياتهم، والتحرك العاجل للجم حكومة الاحتلال، التي تتنكر لالتزاماتها وتسعى إلى تقويض الاتفاق وتدميره".
تهديدات باغتيالات إضافية
بدوره، قال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل ستعمل خلال الفترة المقبلة على اغتيال قائدين آخرين في حركة حماس، في إطار ما وصفه بمواصلة استهداف القيادات العسكرية للحركة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
أوضاع إنسانية كارثية مع اشتداد المنخفض الجوي
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن الأطفال في قطاع غزة يتجمدون من البرد، فيما تعيش آلاف العائلات دون مأوى، مشيرًا إلى أن الخيام تنهار بفعل الأمطار والمنخفض الجوي.
وشدد المكتب على ضرورة رفع القيود المفروضة على الوصول الإنساني، محذرًا من أن الشتاء قد يحصد مزيدًا من الأرواح، ومؤكدًا أن أكثر من مليون شخص في غزة بحاجة ماسة وفورية إلى مساعدات في مجال الإيواء.
ضحايا تحت الأنقاض بسبب الأحوال الجوية
في السياق الإنساني ذاته، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة عن تواصل عمليات البحث عن مفقودين ما زالوا تحت أنقاض منازل وبنايات تعرّضت للقصف خلال الحرب الأخيرة، ثم انهارت بفعل المنخفض الجوي وظروف الطقس.
وأوضح المكتب أن 11 فلسطينيًا ارتقوا نتيجة تداعيات وآثار المنخفض الجوي، مشيرًا إلى أن الخسائر الأولية تُقدّر بنحو أربعة ملايين دولار.

shutterstock
وزارة الصحة: ارتفاع حصيلة الضحايا منذ وقف إطلاق النار
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتقاء نحو 390 فلسطينيًا، وإصابة أكثر من ألف آخرين بجروح متفاوتة، منذ وقف إطلاق النار في الحادي عشر من أكتوبر الماضي.
وأشارت الوزارة إلى أن حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر عام ألفين وثلاثة وعشرين، ارتفعت إلى أكثر من سبعين ألف فلسطيني.
وطالع ايضا: