مع الانتشار الواسع لأدوية إنقاص الوزن الحديثة مثل "أوزيمبيك" و"ويغوفي" و"منجارو"، يتزايد الجدل حول تأثير هذه العلاجات على الصحة النفسية، خصوصًا بين المرضى الذين يعانون من السمنة المصحوبة بالقلق أو الاكتئاب.
فبينما ينظر إليها كحل فعال لفقدان الوزن وتحسين صحة القلب، يطرح الخبراء تساؤلات مهمة: هل لهذه الأدوية انعكاسات على المزاج أو السلوك النفسي؟
السمنة والصحة النفسية.. علاقة معقدة
تشير الدراسات إلى أن السمنة قد تزيد من معدلات الاكتئاب والقلق، فيما يمكن للاضطرابات النفسية أن تعيق عملية التحكم في الوزن.
هذه العلاقة المتشابكة تجعل من الصعب أحيانًا التفرقة بين السبب والنتيجة، وهو ما يفسر أهمية دمج العلاجين النفسي والجسدي معًا.
هل تؤثر أدوية إنقاص الوزن على المزاج؟
رغم المخاوف المنتشرة، لم تثبت الدراسات حتى الآن وجود تأثير سلبي مباشر لأدوية مثبطات GLP-1 على المزاج أو زيادة الأفكار الانتحارية. بل على العكس، أظهرت دراسة أجرتها المعاهد الوطنية للصحة وجامعة كيس ويسترن ريزيرف أن استخدام سيماجلوتايد ارتبط بانخفاض خطر الأفكار الانتحارية مقارنة بعلاجات أخرى.
ومع ذلك، يوصي الأطباء بمتابعة دقيقة للمرضى، خاصة من لديهم تاريخ سابق مع الاكتئاب الحاد أو السلوك الانتحاري.
تعاون الأطباء مفتاح النجاح
يشدد الخبراء على ضرورة التنسيق بين أطباء الغدد الصماء والأطباء النفسيين لتقييم الحالة الصحية بشكل شامل. فبعض المرضى الذين يتناولون مضادات الاكتئاب أو الذهان قد يواجهون زيادة ملحوظة في الوزن، ما يجعل مثبطات GLP-1 خيارًا فعالًا لهم، ليس فقط على صعيد إنقاص الوزن، بل أيضًا لتحسين الصحة النفسية والجسدية معًا.
الفوائد النفسية والبدنية لفقدان الوزن
فقدان الوزن الناتج عن هذه الأدوية يتجاوز الفوائد الجسدية ليشمل تحسين المزاج، خفض مستويات القلق، وزيادة الثقة بالنفس. كما أن المرضى غالبًا ما يلاحظون تحسنًا في تفاعلاتهم الاجتماعية والمهنية، الأمر الذي يعزز جودة حياتهم.
إضافة إلى ذلك، بينت الأبحاث أن هذه الأدوية قد تقلل من مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية، ما يجعلها خيارًا ذا فوائد شاملة.
ورغم بعض التحفظات، تظهر الأدلة أن أدوية إنقاص الوزن الحديثة لا تمثل خطرًا نفسيًا مباشرًا، بل قد تحمل فوائد على المستويين الجسدي والنفسي.
ومع ذلك، تبقى المتابعة الطبية المتكاملة شرطًا أساسيًا لتحقيق أفضل النتائج وضمان سلامة المرضى.
طالع أيضًا