يحذر أطباء الأعصاب من تجاهل لحظات فقدان التركيز أو صعوبة تذكر الكلمات أثناء الحديث، إذ قد تكون هذه العلامات مؤشرًا مبكرًا لمرض نادر وخطير يُعرف بـ التهاب الدماغ المناعي الذاتي Autoimmune Encephalitis، بحسب موقع "تايمز ناو".
ويثير هذا المرض اهتمامًا متزايدًا في الأوساط الطبية بسبب تشابهه الكبير مع أعراض الخرف، والقلق، والاكتئاب، وحتى الاضطرابات الذهانية، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تأخر اكتشافه وتشخيصه بشكل خاطئ.
ما هو التهاب الدماغ المناعي الذاتي؟
يحدث هذا المرض عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا الدماغ السليمة بشكل خاطئ، مما يسبب التهابًا وتورمًا يؤثران في التفكير والذاكرة والسلوك.
وقد يظهر المرض بشكل مفاجئ أو تدريجي، ولا يقتصر على كبار السن، بل قد يصيب الشباب والبالغين أيضًا. كما يرتبط في بعض الحالات بعدوى فيروسية مثل الهربس.
وتشير الإحصاءات الحديثة إلى إصابة نحو 14 شخصًا من كل 100 ألف سنويًا، وهي نسبة أعلى مما كان يُعتقد سابقًا.
لماذا يحدث هذا المرض؟
لا يزال السبب الحقيقي مجهولًا، لكن الباحثين يشيرون إلى عدة عوامل محتملة، من بينها:
اضطراب مناعي مرتبط بالأورام (Paraneoplastic)
عدوى فيروسية سابقة
خلل في الجهاز المناعي
وفي الكثير من الحالات… لا يُعرف السبب بدقة
ومما يزيد الأمر تعقيدًا أن الأعراض تتداخل مع علامات أمراض نفسية وعصبية أخرى، ما يجعل التشخيص الصحيح تحديًا كبيرًا.
كيف يؤثر الالتهاب على الدماغ؟
يبدأ المرض غالبًا في الجهاز الحوفي (Limbic System) المسؤول عن:
تكوين الذكريات
التحكم في العواطف
معالجة المعلومات
ومع تطور الحالة قد ينتشر الالتهاب إلى أجزاء أخرى من الدماغ، مؤديًا إلى اضطرابات في:
الانتباه
الحركة
اللغة
اتخاذ القرار
السلوك
أبرز أعراض التهاب الدماغ المناعي الذاتي
تظهر الأعراض تدريجيًا خلال أسابيع أو أشهر، وقد تتطور إلى مراحل خطيرة إذا لم يتم التدخل الطبي مبكرًا. ومن أبرزها:
1. اضطرابات الذاكرة والتفكير
نسيان متكرر
صعوبة استرجاع الكلمات
تشتت وانعدام التركيز
ضعف التخطيط والتنظيم
2. نوبات صرع مقاومة للعلاج
3. تغيرات سلوكية مفاجئة
عصبية زائدة
قلق شديد
نوبات غضب أو بكاء دون سبب
4. حركات لا إرادية في الوجه أو الفم
5. مشاكل في التوازن والتنسيق الحركي
6. اضطرابات نفسية حادة
هلوسة
أوهام
جنون العظمة
أعراض ذهانية مفاجئة
7. أعراض متقدمة
فقدان الوعي
الدخول في غيبوبة
لماذا يختلط المرض مع الخرف؟
غالبًا ما يتم تشخيص المرضى – خاصة بعد سن الأربعين – بالخرف أو الاكتئاب أو الفصام، وذلك بسبب:
التشابه الكبير في الأعراض
تطور الحالة بشكل تدريجي
ظهور اضطرابات سلوكية واضحة
تفسير النوبات على أنها توتر نفسي
إلا أن الفرق الجوهري يكمن في أن التهاب الدماغ المناعي الذاتي قابل للعلاج بشكل كبير عند اكتشافه مبكرًا.
كيف يتم علاج التهاب الدماغ المناعي الذاتي؟
يعتمد العلاج على السرعة في التشخيص وبدء التدخل الطبي، وتشمل الخيارات العلاجية:
العلاجات الأساسية
الكورتيكوستيرويدات لتقليل الالتهاب
الجلوبيولين المناعي الوريدي (IVIG)
فصل البلازما (Plasmapheresis)
في حال وجود ورم
استئصال الورم
العلاج الكيميائي
ويؤدي علاج الورم غالبًا إلى تحسن سريع في الحالة.
علاجات إضافية
مضادات النوبات
أدوية للقلق والاكتئاب
مضادات الذهان إذا لزم الأمر
ويتعافى بعض المرضى خلال أيام، بينما يحتاج آخرون إلى علاج لعدة أشهر.
هل يمكن الشفاء الكامل؟
ولمتابعة كل ما يخص"عرب 48" يمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
نعم، في العديد من الحالات يمكن للمريض أن يعود لحياته الطبيعية، خاصة مع التشخيص والعلاج المبكرين. أما التأخر في العلاج فقد يؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد.
كيف تحمي نفسك؟
لا توجد طريقة مباشرة للوقاية، لكن يمكن تقليل المخاطر عبر:
علاج العدوى الفيروسية فور ظهورها
المتابعة الطبية عند ظهور أعراض غير مفسرة
استشارة طبيب مختص عند ملاحظة:
فقدان ذاكرة مفاجئ
تغيرات سلوكية غير معتادة
نوبات متكررة
هلوسة أو ارتباك غير مبرر
طالع أيضًا
خطر صامت.. أعراض الالتهاب الرئوي التي لا يجب تجاهلها في موسم البرد