مع ازدياد الوعي العالمي بالصحة النفسية، اتجه كثير من الأشخاص إلى المكملات الغذائية بحثًا عن حلول "طبيعية" لتخفيف الاكتئاب بعيدًا عن الأدوية والعلاجات الكيميائية.
لكن، ورغم انتشار هذه المنتجات ووعدها بالراحة النفسية، فإن الحقيقة العلمية لا تزال محل جدل كبير بين الباحثين والأطباء.
مكملات في مواجهة اضطراب معقد
بحسب ناشونال جيوغرافيك، يعاني نحو 5.7% من البالغين حول العالم من الاكتئاب، ما يدفع الكثيرين لتجربة مكملات مثل الأوميغا-3، البروبيوتيك، ومستخلصات الأعشاب لتحسين المزاج. إلا أن مراجعة بحثية موسعة نشرت في مجلة Frontiers in Pharmacology كشفت أن أغلب هذه المكملات تفتقر إلى أدلة علمية قوية على فعاليتها الحقيقية.
حتى المكملات التي حظيت بسمعة إيجابية مثل أوميغا-3، أظهرت نتائج متباينة، فيما كانت معظم التجارب تشير إلى أن تأثيرها لا يتجاوز تأثير الدواء الوهمي (Placebo).
نتائج واعدة محدودة
ورغم الصورة العامة غير المشجعة، فإن بعض المكملات أظهرت تحسنًا ملحوظًا في الأعراض لدى فئات محددة من المرضى، أبرزها:
عشبة القديس يوحنا (سانت جونز وورت):حققت تحسنًا في 16 من أصل 26 دراسة، خاصة للحالات الخفيفة إلى المتوسطة.
البروبيوتيك: قد تساعد على موازنة ميكروبات الأمعاء وتحسين المزاج.
فيتامين د: ربطت دراسات نقصه بزيادة خطر الاكتئاب.
الزعفران: أظهر بعض التأثيرات الإيجابية في تحسين الحالة المزاجية.
لكن الباحثين يشددون على أن الأدلة لا تزال محدودة وغير كافية لاعتماد هذه المكملات كعلاج فعلي.
تحذيرات طبية ضرورية
يحذر الأطباء من الاعتماد على المكملات دون استشارة طبية، فبعضها قد يتفاعل بشكل خطير مع الأدوية النفسية، مثل عشبة القديس يوحنا التي قد تسبب مضاعفات خطيرة عند تناولها مع مضادات الاكتئاب.
كما أن ضعف الرقابة على المكملات يجعل مكوناتها وجرعاتها غير دقيقة في كثير من الأحيان.
الخبراء يؤكدون أن الطريق الآمن لعلاج
الاكتئاب يبدأ من التشخيص الطبي والمتابعة مع مختص، بينما تظل المكملات دورًا مساعدًا لا أكثر.
ورغم أن فكرة "العلاج الطبيعي" تبدو مغرية، إلا أن ما هو طبيعي ليس بالضرورة آمنًا أو فعالًا. ويبقى الحل الحقيقي لمواجهة الاكتئاب هو العلاج القائم على الأدلة، لا على الإعلانات التجارية.
طاله أيضًا
الهرمونات وصحة الفم.. كيف يؤدي انقطاع الطمث إلى تساقط الأسنان؟