يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من متلازمة القولون العصبي، وهي حالة مزمنة تؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة اليومية، بسبب الألم المتكرر، الانتفاخ، واضطرابات الإخراج التي قد تستمر لسنوات طويلة.
ومع تزايد البحث عن حلول فعالة وآمنة، سلطت دراسة حديثة الضوء على مكملات البروبيوتيك كخيار علاجي محتمل، قد يساعد على تخفيف الأعراض الهضمية المزعجة من خلال دعم توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء.
ما هي مكملات البروبيوتيك؟
مكملات البروبيوتيك هي مستحضرات تحتوي على كائنات حية دقيقة نافعة، تُستخدم لدعم صحة الجهاز الهضمي وتعزيز توازن ميكروبيوم الأمعاء.
وتوجد البروبيوتيك طبيعيًا في بعض الأطعمة المخمرة مثل الزبادي، الكفير، الكيمتشي والمخللات، إلا أن المكملات الغذائية أصبحت شائعة لسهولة استخدامها وتركيزها العالي من البكتيريا المفيدة.
مكملات البروبيوتيك ومتلازمة القولون العصبي
متلازمة القولون العصبي هي اضطراب وظيفي مزمن في الجهاز الهضمي، يتميز بأعراض مثل الإسهال أو الإمساك أو كليهما، إضافة إلى الانتفاخ وآلام البطن والغازات.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن اختلال توازن البكتيريا المعوية يلعب دورًا رئيسيًا في ظهور هذه الأعراض، ما يفتح الباب أمام مكملات البروبيوتيك كحل داعم.
تفاصيل الدراسة الهندية حول مكملات البروبيوتيك
أجرى باحثون من الهند دراسة سريرية شملت 200 بالغ تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عامًا، جميعهم مصابون بمتلازمة القولون العصبي.
تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، تناولت الأولى علاجًا وهميًا، بينما حصلت الثانية على مزيج من مكملات البروبيوتيك التي تحتوي على سلالتي
Lactobacillus acidophilus (LA-5)
وBifidobacterium animalis ssp. lactis (BB-12).
نتائج مكملات البروبيوتيك بعد شهر وثلاثة أشهر
أظهرت النتائج أن نحو 75% من المشاركين الذين تناولوا مكملات البروبيوتيك شهدوا تحسنًا ملحوظًا في أعراض القولون العصبي بعد شهر واحد فقط، مقارنة بالمجموعة الأخرى.
وبعد مرور ثلاثة أشهر، استمر التحسن لدى نسبة من المشاركين، مع تسجيل تحسن واضح لدى 11% منهم، ما يشير إلى تأثير تراكمي محتمل مع الاستمرار في الاستخدام.
كيف تؤثر مكملات البروبيوتيك على الأمعاء؟
أوضحت التحاليل المعملية زيادة ملحوظة في أعداد تسع مجموعات من البكتيريا النافعة داخل ميكروبيوم الأمعاء لدى من استخدموا مكملات البروبيوتيك.
هذا التوازن البكتيري يسهم في تقليل الالتهاب، تحسين حركة الأمعاء، وخفض الحساسية العصبية التي تسبب الألم والانتفاخ.
ولمتابعة كل ما يخص"عرب 48" يمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
هل مكملات البروبيوتيك مناسبة للجميع؟
رغم النتائج الإيجابية، ينصح الخبراء بعدم تناول مكملات البروبيوتيك عشوائيًا، خاصة لمرضى ضعف المناعة أو من يعانون من أمراض مزمنة.
ويُفضل استشارة الطبيب لتحديد النوع المناسب والجرعة الصحيحة، خصوصًا أن استجابة مرضى القولون العصبي قد تختلف من شخص لآخر.
طالع أيضًا
