تُعتبر السمنة المفرطة من أكثر المشاكل الصحية انتشارًا في العالم، وغالبًا ما تُنسب إلى العوامل المرتبطة بنمط الحياة مثل الإفراط في تناول الطعام وقلة النشاط البدني.
ومع ذلك، أظهرت دراسة حديثة جانبًا غير متوقع لهذه المشكلة الصحية.
الميكروبات المعوية وعلاقتها بالسمنة
أظهرت دراسة أجراها باحثون من المملكة المتحدة اكتشافًا مثيرًا، حيث تبين لأول مرة أن ثلث البكتيريا الموجودة في أمعاء الإنسان يمكن أن تعيش في بيئات خارجية.
هذا الاكتشاف يثير فرضية جديدة: قد تنتقل هذه البكتيريا بين الأشخاص الذين يعيشون معًا أو يتفاعلون بشكل متكرر، مما قد يؤدي إلى تأثير محتمل على وزن الجسم.
بحسب موقع Science Alert، تشير الدراسة إلى أن العوامل البيئية قد تكون لها تأثير أكبر مما كان يُعتقد سابقًا.
على الرغم من أن العطس بالقرب من شخص يعاني من السمنة لن يؤدي إلى الإصابة بها بشكل مباشر، إلا أن البيئة الميكروبية الداخلية قد تتأثر بالأشخاص المحيطين بنا.
أسباب توقف ارتفاع معدلات السمنة في الولايات المتحدة
الباحثون أشاروا إلى أن العيش مع أفراد يعانون من السمنة قد يؤدي إلى تبادل البكتيريا المعوية، مما يخفف من تأثير العوامل الوراثية في تطور السمنة.
وفقًا للدراسة، تساهم الجينات بنسبة تتراوح بين 7% و13% فقط في خطر الإصابة بالسمنة، بينما تساهم العوامل البيئية والميكروبات بشكل أكبر في زيادة الوزن.
قال تريفور لاولي، قائد فريق البحث في معهد ويلكوم تراست سانجر: "هناك أمراض مرتبطة بتغيرات في الميكروبات المعوية مثل مرض التهاب الأمعاء والسمنة.
دراستنا تفتح أفقًا جديدًا لفهم كيف تؤثر البكتيريا على صحة الإنسان."
فرضيات جديدة حول انتقال السمنة
تشير الدراسة إلى فرضية مثيرة مفادها أن بعض الأمراض مثل السمنة قد تنتقل ضمن العائلات نتيجة لتشارك البيئة، دون وجود عامل وراثي مباشر.
على الرغم من أن هذه الفرضية تحتاج إلى مزيد من البحث، إلا أنها تسلط الضوء على تأثير البيئة الميكروبية المشتركة على الصحة العامة.
تمكن الباحثون من تطوير تقنيات حديثة لتحليل الجينوم الميكروبي، ما قد يساعد في المستقبل على تطوير علاجات جديدة للأمراض المتعلقة بالجهاز الهضمي، وربما يعد بديلاً لعمليات زراعة البراز.
الحفاظ على صحة الميكروبات المعوية
على الرغم من أهمية هذه الاكتشافات، يبقى الحل الأفضل للوقاية من السمنة هو اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام.
تشير دراسات سابقة، مثل دراسة أجريت في 2013، إلى أن الأنظمة الغذائية غير الصحية تؤدي إلى تدهور صحة الميكروبات المعوية، مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة.
لذلك، يعد الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي والميكروبات المعوية جزءًا أساسيًا من أسلوب الحياة الصحي، مما يساعد على الوقاية من الأمراض المزمنة وتحسين جودة الحياة.
طالع أيضًا