في تطور علمي جديد، كشفت دراسة حديثة عن احتمال وجود فوائد إضافية لبعض أدوية إنقاص الوزن، مثل "ويغوفي" و"أوزمبيك"، تتجاوز مجرد فقدان الوزن والتحكم في نسبة السكر في الدم.
ووفقًا لنتائج البحث، الذي شمل آلاف المرضى، أظهرت هذه الأدوية قدرة على تقليل أعراض الاكتئاب، مما يفتح آفاقًا جديدة لاستخدامها في مجال الصحة النفسية.
وبينما تدعم هذه النتائج نظرية العلاقة بين الالتهابات والاكتئاب، يدعو الخبراء إلى مزيد من الأبحاث السريرية لتأكيد فعاليتها قبل اعتمادها كعلاج نفسي رسمي.
فهل يمكن أن تصبح أدوية إنقاص الوزن حلًا ثنائي الفائدة للصحة الجسدية والعقلية؟
دراسة تكشف تأثير "ويغوفي" و"أوزمبيك" على الاكتئاب
أجرى باحثون من جامعة فلوريدا دراسة شملت ما يقرب من 30 ألف مريض، حيث قارنوا بين مستويات الاكتئاب لدى مرضى السكري الذين تزيد أعمارهم عن 66 عامًا.
تلقى المشاركون العلاج إما بأدوية GLP-1RAs (مثل "أوزمبيك" و"ويغوفي") أو بأدوية السكري التقليدية مثل DPP4is (غليبتين).
نتائج مشجعة: انخفاض أعراض الاكتئاب
كشفت النتائج أن المرضى الذين استخدموا GLP-1RAs عانوا من أعراض اكتئاب أقل مقارنة بالمجموعة الأخرى، مما يشير إلى أن لهذه الأدوية تأثيرًا إيجابيًا على الصحة النفسية.
التهاب الدماغ وعلاقته بالاكتئاب
يرجح الباحثون أن التأثير المضاد للاكتئاب لهذه الأدوية يعود إلى قدرتها على تقليل الالتهابات في الجسم. وعلق الدكتور ريكاردو دي جيورجي، الباحث السريري بجامعة أكسفورد، قائلاً:
"نعلم أن أدوية GLP-1 تقلل الالتهاب، ونعتقد أن هذا قد يفسر تأثيرها الإيجابي على حالات مثل الاكتئاب، التي ترتبط عادة بوجود التهاب في الدماغ".
فوائد تتجاوز علاج الاكتئاب
تدعم هذه النتائج دراسات أخرى تشير إلى أن تقليل الالتهابات في الدماغ قد يساهم في الحد من خطر الإصابة بأمراض مثل ألزهايمر وباركنسون، مما يعزز أهمية هذه الأدوية في تحسين الصحة العقلية.
تفنيد المخاوف السابقة حول الاكتئاب والانتحار
في السابق، أثارت بعض الدراسات مخاوف حول احتمال ارتباط أدوية إنقاص الوزن بزيادة خطر الاكتئاب والانتحار، إلا أن الدراسة الحديثة نفت هذه المزاعم. وأكد الدكتور دي جيورجي أن:
"أفضل الدراسات الحالية تشير إلى أن الأدلة السابقة لم تكن دقيقة، مما يطمئن المرضى الذين يستخدمون هذه الأدوية".
دعوات لإعادة النظر في وصف الأدوية
أعرب البروفيسور ديفيد سترين، الخبير في صحة القلب والأيض بجامعة إكستر، عن عدم اندهاشه من هذه النتائج، مشيرًا إلى أن مرضى السكري الذين يعانون من الاكتئاب قد يستفيدون بشكل كبير من هذه الأدوية. وأضاف:
"الإرشادات الحالية تمنعنا من وصف GLP-1RAs للمرضى الأكبر سنًا، ولكن هذه النتائج تشير إلى ضرورة إعادة النظر في ذلك".
الحاجة إلى مزيد من الأبحاث
ورغم النتائج الإيجابية، يؤكد الباحثون ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث السريرية للتحقق من فعالية هذه الأدوية في علاج الاكتئاب قبل اعتمادها رسميًا لهذا الغرض.
مخاوف بشأن استخدامها لأغراض تجميلية
إلى جانب فوائدها في التحكم في نسبة السكر في الدم وفقدان الوزن، أظهرت دراسات أن هذه الأدوية تقلل أيضًا من خطر الإصابة بأمراض القلب والخرف.
ومع ذلك، أثار استخدامها لأغراض تجميلية، مثل الحصول على جسم نحيف، قلق الأطباء والمسؤولين الصحيين، خصوصًا بعد ظهور بعض المشاهير بأجساد نحيفة للغاية في المناسبات العامة.
طالع أيضًا
ما تأثير الأطعمة السكرية على المزاج والحالة النفسية؟ دراسة تكشف