أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم الجمعة، أن تركيا قررت قطع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع إسرائيل بالكامل، إضافة إلى إغلاق المجال الجوي التركي أمام الطائرات الإسرائيلية.
وذلك على خلفية استمرار إسرائيل في ارتكاب ما وصفه ب"المجازر الجماعية بحق الفلسطينيين" في قطاع غزة، وتوسيع "سياساتها العدوانية" لتشمل القدس والضفة الغربية وسورية وإيران ولبنان، وفق قوله.
إسرائيل تهدف للسيطرة على غزة
قال فيدان إن الخطط الإسرائيلية تهدف إلى السيطرة على جميع أراضي غزة والقضاء على حل الدولتين، بدعم أميركي غير محدود، وأن النظام العالمي عجز عن تحمل مسؤولياته لوقف ما وصفه ب "المجازر الإسرائيلية".
وأشار الوزير التركي إلى أن إسرائيل تتبع سياسة تجويع ممنهجة ضد الفلسطينيين بهدف إجبارهم على الرحيل، مشددًا على أن منع دخول المساعدات إلى غزة أدى إلى ارتقاء آلاف الفلسطينيين ضمن هذه السياسة.
لمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وأضاف أن المستجدات الأخيرة تؤكد أن إسرائيل تسعى للسيطرة على جميع الأراضي الفلسطينية، وأن "الوزراء المتطرفين والمستوطنين" يحاولون رفع مستوى التوتر من خلال اقتحامات المسجد الأقصى، على حد قوله.
بن غفير يهاجم تركيا واتحاد غرف التجارة يحذّر من تداعيات القرار
ردّ وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، على إعلان أنقرة قطع العلاقات الاقتصادية وإغلاق مجالها الجوي أمام إسرائيل، بنشر صورة عبر منصة "إكس" جمعت الرئيس التركي رجب طيب إردوغان برئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، الشهيد إسماعيل هنية، وأرفقها بتعليق مقتضب قال فيه: "تركيا = حماس".
في المقابل، علّق رئيس اتحاد غرف التجارة الإسرائيلية، شاحر ترجمان، على القرار التركي، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين بلغ نحو 5 مليارات دولار في الواردات إلى إسرائيل، مقابل 1.6 مليار دولار في الصادرات. وأضاف: "للأسف، قرر إردوغان، خلافًا لمصلحة التجار في كلا الجانبين، قطع العلاقات التجارية بشكل كامل".
وأوضح ترجمان أن إسرائيل بدأت خلال العام الماضي بالاعتماد على قنوات ومصادر بديلة لتأمين احتياجاتها، لكنه أعرب عن أمله بأن تعود العلاقات التجارية بين الطرفين إلى طبيعتها في المستقبل القريب.
ما الذي تخفيه الخطوة المقبلة؟
يذكر أن هذه الخطوة تأتي امتدادًا لإجراءات تصعيدية اتخذتها أنقرة منذ اندلاع الحرب على غزة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث بدأت بتقييد الصادرات إلى إسرائيل في نيسان/أبريل، وصولًا إلى قرار اليوم بقطع العلاقات الاقتصادية والتجارية بالكامل وإغلاق الأجواء أمام الطائرات الإسرائيلية.
مراقبون يرون أن التصعيد التركي قد يفتح الباب أمام خطوات إضافية على الصعيد الدبلوماسي إذا استمرت الحرب في القطاع.
التوترات الإقليمية و"سياسات إسرائيل العدوانية"
لفت فيدان إلى أن الخطط الإسرائيلية تتجاوز غزة إلى القدس والضفة الغربية وسوريا وإيران ولبنان، بهدف إدخال دول المنطقة في حالة فوضى، مشيرا إلى أن العقلية الإسرائيلية لا تعترف بالقوانين الدولية وتتعامل معها بشكل انتقائي، على حد تعبيره.
وشدد الوزير التركي على أن إسرائيل لا تريد سوريا قوية ومستقرة، مؤكداً أن تركيا لن تسمح باستمرار "السياسات العدوانية الإسرائيلية"، كما حذّر من أن التوتر المستمر بين إسرائيل وإيران يهدد أمن المنطقة واستقرارها.
وأشار فيدان إلى أن مساعي تركيا مستمرة مع قطر ومصر لإيجاد حل جذري للقضية الفلسطينية يضمن حق الشعب الفلسطيني في الحياة والحرية.
وطالع ايضا:
بريطانيا تمنع مسؤولين إسرائيليين من المشاركة لأكبر معرض دفاعي لها
