أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية، بعد ظهر اليوم الأحد، أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أوعز إلى الجيش بالعمل "بقوة ضد أهداف تابعة لحركة حماس في قطاع غزة"، وذلك عقب ما وصفته تل أبيب بـ"خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار".
وقالت رئاسة الوزراء إن نتنياهو عقد مشاورات أمنية طارئة مع قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، لبحث تطورات الميدان في قطاع غزة، ولا سيما بعد الحادث الذي وقع في مدينة رفح جنوب القطاع.
اتهامات إسرائيلية ورد عسكري
هدد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس حركة حماس، قائلا إنها "ستتعلم اليوم بالطريقة الصعبة أن الجيش مصمم على حماية جنوده ومنع أي اعتداء عليهم"، وفق تعبيره.
وأشار كاتس إلى أنه أوعز الجيش الإسرائيلي "للعمل بقوة ضد أهداف حماس في غزة".
وتوعد قائلا "حماس ستدفع ثمنا باهظا مقابل كل إطلاق نار وكل خرق للاتفاق وإذا لم تفهم الرسالة فسيتصاعد مستوى ردودنا"، بحسب وصفه.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن مسلحين أطلقوا صاروخًا مضادًا للدروع نحو قواته أثناء عملها على "تدمير بنى تحتية في رفح"، معتبرًا أن ذلك يشكل “خرقًا صريحًا لاتفاق وقف إطلاق النار".
وأضاف بيان الجيش أن سلاح الجو شن غارات وقصفًا مدفعيًا في منطقة رفح "لإزالة التهديد"، متعهدًا بمواصلة العمليات العسكرية في حال تكرار الهجمات.
يأتي ذلك بعد أن افادت تقارير صحفية من غزة، صباح اليوم بوقوع تبادل لإطلاق النار في رفح، جنوب قطاع غزة.
وقالت مصادر إسرائيلية إن سلاح الجو نفذ هجوما في رفح بعد وقوع تبادل لإطلاق النار بين الجيش ومسلحين.
كما أفادت مصادر محلية في رفح بأن سلاح الجو الإسرائيلي شنّ غارات عنيفة على أطراف المدينة الشرقية، مشيرة إلى أن الغارات جاءت "في محاولة لحماية المليشيات المحلية التابعة لياسر أبو شباب"، التي يُقال إنها تعمل تحت غطاء قوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة الشرقية من رفح.
ضحايا في غزة
في المقابل، أعلنت مصادر طبية بعد ظهر اليوم عن ارتقاء وإصابة عدد من الأشخاص جراء قصف صاروخي نفذته طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدف غرب الزوايدة وسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر فلسطينية بارتقاء 4 اشخاص وإصابة اخرين بجروح متفاوتة في استهداف إسرائيلي لمواطنين غرب دير البلح وسط قطاع غزة.
shutterstock
موقف حماس
من جانبها، أكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، "التزامها الكامل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة"، ونفت أي علم لها بالأحداث الجارية في رفح.
وقالت الكتائب في بيان: "لا علم لنا بأي اشتباكات في منطقة رفح، فهذه مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، والاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعاتنا هناك منذ عودة الحرب في مارس الماضي، ولا نعلم إن كانوا قد ارتقوا أم ما زالوا على قيد الحياة".
وأضاف البيان أن الحركة "لا علاقة لها بأي أحداث تقع في تلك المناطق"، مشيرة إلى أن "الاتصالات الميدانية منقطعة تمامًا منذ أشهر".
في ظل وقف إطلاق النار.. الجيش شن غارات على القطاع
في وقت سابق شن الجيش الإسرائيلي غارات على عدة مناطق في قطاع غزة، ب"ادعاء ازالة التهديد"، وذلك بالتزامن مع وقف إطلاق النار .
وفي التفاصيل، شن الجيش الإسرائيلي قصفًا في الأيام الماضية، استهدف مركبة شمال القطاع، بادعاء اجتيازها "الخط الأصفر" واقترابها من قواته ما شكل تهديدا فوريا عليها.
يأتي ذلك بعد أن أعلن الدفاع المدني، عن ارتقاء وإصابة فلسطينيين جراء استهداف إسرائيلي لمركبة مدنية تقل نازحين أثناء تفقدهم منازلهم شرق حي الزيتون.
وقال الدفاع المدني إن المركبة كانت تقل 10 أشخاص، وذلك في استمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار.
shutterstock
وفي قصف اخر، ايضا وقع في الأيام القليلة الماضية، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت النار لإزالة تهديد بعد رصد مشبوهين حاولوا تخطي الخط الأصفر في قطاع غزة.
وادعى الجيش في بيانه أن المشبوهين سعوا للاقتراب من الجنود رغم إطلاقهم طلقات تحذيرية.
بدوره أعلن الدفاع المدني الفلسطيني عن ارتقاء 5 مواطنين جراء قصف شنته مسيرات إسرائيلية استهدفت مجموعة من الفلسطينيين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر في مستشفيات غزة بارتقاء أكثر من 50 فلسطينيا وإصابة 150 بجروح متفاوتة، بنيران الجيش الإسرائيلي منذ قرار وقف الحرب على قطاع غزة.
خلفية التصعيد
يأتي هذا التطور بعد أيام من هدوء نسبي في قطاع غزة، ضمن الترتيبات الميدانية المرتبطة بالمرحلة الثانية من ما يُعرف بـ"خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، في وقت تواصل إسرائيل تحميل حركة حماس مسؤولية أي خرق ميداني رغم استمرار عملياتها العسكرية في مناطق عدة من قطاع غزة.
وطالع ايضا:
حماس ترفض اتهامات الخارجية الأمريكية بشأن انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار