رغم أنه من أكثر المكسرات شعبية وغنى بالعناصر الغذائية، إلا أن الفول السوداني قد لا يكون بريئًا تمامًا كما يعتقد البعض.
إذ تشير دراسات حديثة إلى أنه قد يشكل خطرًا خفيًا على صحة الكبد بسبب ما يُعرف بـ الأفلاتوكسينات، وهي مركبات سامة تنتجها أنواع معينة من العفن عند سوء التخزين أو المعالجة.
مع قدوم فصل الشتاء، يزداد الإقبال على الفول السوداني كوجبة خفيفة محببة وغنية بالألياف، تساهم في الشعور بالشبع وتزويد الجسم بالبروتين النباتي والدهون غير المشبعة المفيدة للقلب.
لكن، وعلى الرغم من فوائده، يحذر الأطباء من أن التلوث بالأفلاتوكسينات قد يؤدي إلى تلف خلايا الكبد، بل ويرتبط على المدى الطويل بارتفاع خطر الإصابة بتليف أو سرطان الكبد.
ما هي الأفلاتوكسينات ولماذا تُعد خطيرة؟
الأفلاتوكسينات هي سموم طبيعية تنتجها فطريات من نوع Aspergillus flavus وAspergillus parasiticus، تنمو عادة على المحاصيل الزراعية مثل الذرة والفول السوداني والمكسرات.
ويؤكد الخبراء أن التعرض المستمر لهذه السموم يشكل تهديدًا حقيقيًا للصحة، إذ يُعد الأفلاتوكسين B1 الأخطر بينها، كونه مسببًا رئيسيًا للسرطان ومؤديًا إلى فشل الكبد واليرقان والقيء وآلام البطن.
كما أن التعرض المزمن لكميات صغيرة منها قد يسبب تأخر النمو لدى الأطفال، وضعف المناعة، واضطرابات في التمثيل الغذائي.
وتشير إحدى الدراسات إلى أن الأشخاص المعرضين للأفلاتوكسين أكثر عرضة للإصابة بتليف الكبد بنسبة 2.5 مرة مقارنة بغيرهم.
لماذا يتعرض الفول السوداني للعفن بسهولة؟
تُفسر قابلية الفول السوداني للتلوث الفطري بظروف نموه وتخزينه، إذ ينمو تحت الأرض وتتميز قشرته بأنها مسامية، ما يسمح بدخول الرطوبة والعفن.
وبمجرد الحصاد، إذا لم يتم تجفيفه جيدًا أو تم تخزينه في بيئة رطبة ودافئة، تصبح الظروف مثالية لنمو الفطريات.
كما أن تغير المناخ والجفاف قد يؤديان إلى تشقق قرون الفول السوداني، مما يسهّل تسلل الفطريات إلى الداخل.
الإفراط في التناول.. متعة تنقلب إلى مشاكل صحية
يُعد الفول السوداني من الوجبات الشهية، خصوصًا عند تحميصه أو تمليحه، لكن تناوله بكثرة قد يؤدي إلى انتفاخ وغازات وزيادة في الوزن بسبب محتواه العالي من السعرات الحرارية.
كما أن الإفراط في تناول الأنواع المملحة قد يرفع ضغط الدم، في حين يشكل الفول السوداني المتعفن خطرًا مضاعفًا بسبب التلوث بالأفلاتوكسينات.
ويُحذر الأطباء أيضًا من أن أصحاب الحساسية تجاه الفول السوداني قد يعانون من تفاعلات تحسسية خطيرة قد تصل إلى صعوبة التنفس أو الصدمة التحسسية.
نصائح لتقليل المخاطر
ينصح الخبراء بـ: تخزين الفول السوداني في مكان جاف وبارد بعيدًا عن الرطوبة.
تجنب المكسرات المتعفنة أو ذات الرائحة الغريبة.
الاعتدال في الكمية لتفادي الأعراض الهضمية أو التسمم الفطري.
وبذلك، يمكن الاستمتاع بمذاق الفول السوداني وفوائده، دون الوقوع في فخ مخاطره الصامتة على الكبد.
طالع أيضًا