تُعد الفواكه عنصرًا أساسيًا في أي نظام غذائي صحي، خاصة عندما يتعلق الأمر بدعم صحة القلب والشرايين، إلا أن هذا التصور الإيجابي لا ينطبق دائمًا في جميع الحالات.
فبعض الخيارات الغذائية، رغم فوائدها المعروفة، قد تتحول إلى عامل خطر صامت عند تناولها بالتزامن مع أدوية معينة.
وفي هذا السياق، يلفت الأطباء الانتباه إلى تفاعلات دوائية خطيرة قد تحدث بين بعض الفواكه وأدوية خفض الكوليسترول، وعلى رأسها أدوية الستاتينات.
هذه التفاعلات، التي يغفل عنها كثيرون، قد تؤدي إلى مضاعفات صحية تستمر آثارها لفترات طويلة إذا لم يتم الانتباه لها مبكرًا.
الجريب فروت تحت التحذير الطبي
يحذر خبراء الصحة الأشخاص الذين يتناولون أدوية الستاتينات من استهلاك الجريب فروت أو شرب عصيره، بسبب تفاعل دوائي مباشر قد يرفع من خطورة الآثار الجانبية.
ورغم شهرة الجريب فروت بقدرته على خفض الكوليسترول الضار، ورفع الكوليسترول الجيد، وتقليل الالتهابات، إلا أنه لا يُعد خيارًا آمنًا عند دمجه مع أدوية الكوليسترول.
لماذا يتعارض الجريب فروت مع الستاتينات؟
يوضح الأطباء أن الكبد يعتمد على إنزيمات تُعرف باسم السيتوكروم P450 لتكسير العديد من الأدوية داخل الجسم.
غير أن الجريب فروت يحتوي على مركبات كيميائية تُسمى فورانوكومارين، تعمل على تعطيل هذه الإنزيمات، ما يؤدي إلى خلل واضح في آلية تكسير الدواء.
ولمتابعة كل ما يخص"عرب 48" يمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وينتج عن ذلك:
عدم تكسير الستاتينات بشكل طبيعي.
تراكم الدواء في مجرى الدم.
ارتفاع تركيزه إلى مستويات قد تكون خطيرة.
5 آثار جانبية خطيرة لتراكم الستاتينات
1- آلام وضعف شديد في العضلات نتيجة ارتفاع تركيز الدواء.
2- تحلل العضلات، وهو عرض نادر لكنه بالغ الخطورة.
3- تلف الكبد بسبب الإجهاد الدوائي المستمر.
4- مشاكل في الكلى ناتجة عن نواتج تحلل العضلات.
5- غثيان وقيء وإرهاق عام يؤثر على جودة الحياة اليومية.
ويؤكد الأطباء أن هذه المخاطر تزداد مع الاستهلاك المنتظم لعصير الجريب فروت، حتى بكميات صغيرة يظن البعض أنها آمنة.
ما هي أدوية الستاتينات ولماذا تُستخدم؟
تُعد أدوية الستاتينات من أكثر العلاجات شيوعًا للوقاية من أمراض القلب، إذ تعمل على تقليل إنتاج الكوليسترول في الكبد، وخفض الدهون الثلاثية، ومنع تراكم اللويحات داخل الشرايين، مما يقلل خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ويتم وصفها عادةً لمن يعانون من ارتفاع شديد في الكوليسترول الضار، أو لديهم تاريخ عائلي لأمراض القلب المبكرة، أو سبق لهم التعرض لنوبات قلبية أو سكتات دماغية، إضافة إلى مرضى السكري بين 40 و75 عامًا مع ارتفاع خطر الإصابة القلبية.
بدائل فاكهية آمنة لمرضى الكوليسترول
ينصح الأطباء بالاعتماد على فواكه آمنة وغنية بالألياف القابلة للذوبان، والتي تساهم في خفض الكوليسترول دون التسبب في تفاعلات دوائية، مثل:
التفاح
البرتقال
الكمثرى
الموز
التوت
الأفوكادو
كما يُفضل دمج هذه الخيارات م ع نظام غذائي متوازن ونشاط بدني منتظم لتعزيز صحة القلب بأمان.
طالع أيضًا