تخيل أنك تعيش حياة تسير بسرعة الضوء، حيث كل لحظة تتطلب منك الجهد الكامل والطاقة القصوى.
وفي خضم هذه العجلة، قد تجد نفسك فجأة في حالة من الإنهاك الشديد، يستهلك كل جزء من طاقتك ويتركك عاجزًا عن التمتع بلحظات حياتك.
هذه هي الحقيقة المروعة للاحتراق النفسي، تلك الحالة المدمرة التي تعلن عن نفسها عندما يصبح التوتر المستمر، الصراعات الداخلية، والإدمان على العمل، أعباءً ثقيلة لا تطاق.
لكن، ما الذي يحدث عندما يتجاوز التحدي حدود طاقتك؟ وكيف يمكنك استعادة السيطرة وسط هذه الفوضى؟
كشفت الرابطة المهنية للمعالجين النفسيين في ألمانيا أن الاحتراق النفسي هو حالة من الإنهاك النفسي والجسدي، والتي قد تنجم عن التوتر المستمر، الصراعات، الإدمان على العمل، والسعي الدائم نحو النجاح والكمال.
الأعراض النفسية والجسدية
تتمثل الأعراض النفسية للاحتراق النفسي في زيادة العصبية، ونفاد الصبر، وسرعة الاستثارة، بالإضافة إلى تقلب المزاج تجاه أمور غير مهمة، والانسحاب الاجتماعي.
من الناحية الجسدية، يمكن أن يظهر الاحتراق النفسي من خلال الشعور المستمر بالتعب والإرهاق، صعوبات النوم، ارتفاع ضغط الدم، ضعف التركيز، تدهور الذاكرة، وزيادة الحساسية تجاه الضوضاء والأضواء الساطعة وحتى اللمس.
عواقب وخيمة
تؤكد الرابطة على أهمية السعي للحصول على المساعدة الطبية عند ظهور هذه الأعراض لتجنب العواقب الخطيرة المرتبطة بالاحتراق النفسي، مثل الاكتئاب ومشاكل صحية كأمراض القلب والأوعية الدموية.
ولمواجهة هذه الحالة، يُنصح بالعلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي، الذي يساعد الأفراد على تعديل تصورهم للأمور وسلوكياتهم.
بالإضافة إلى العلاج النفسي، من الضروري تحقيق التوازن بين الحياة العملية والحياة الشخصية من خلال تحديد حدود واضحة بينهما، وتخصيص وقت لممارسة الهوايات، والتواصل مع الأصدقاء، وزيارة الأماكن الترفيهية مثل السينما والمسرح.
طالع أيضًا
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.