صحة وعائلة
shutterstock - Beautrium

علاج التفكير المفرط: 5 استراتيجيات بسيطة وفعّالة

هل شعرت يومًا بأن أفكارك تدور في حلقة مفرغة، حيث تستنزف كل طاقتك وتعيق قدرتك على التركيز؟ التفكير المفرط يمكن أن يصبح عبئًا ثقيلًا يؤثر على حياتك اليومية وصحتك العقلية.


لا تكتمل التجربة الإنسانية دون المرور بفترات من التفكير العميق لتحليل المواقف واتخاذ القرارات، ولكن عندما يخرج هذا التفكير عن السيطرة، قد يؤدي إلى القلق والاكتئاب.


لذا هناك تمارين بسيطة وفعّالة يمكن أن تساعدك في استعادة السيطرة على عقلك وتخفيف حدة التفكير السلبي.


ما هو التفكير الزائد؟


التفكير الزائد هو الانشغال المفرط بموقف أو موضوع معين، والاستغراق في تحليله وفهم دوافعه لفترة طويلة.


يمكن أن يتجلى هذا التفكير في استرجاع أحداث من الماضي أو تأنيب النفس على تصرفات معينة.


يؤثر هذا النوع من التفكير بشكل سلبي على قدرة الفرد على ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي، ويُعتبر شائعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من آلام أو أمراض مزمنة.


أسباب التفكير الزائد


يعد التفكير الزائد مؤشراً على عدم الاستقرار النفسي والعقلي، حيث يؤثر على القدرة على اتخاذ القرارات ويؤدي إلى تدهور جودة الحياة.


على الرغم من أنه ليس اضطرابًا نفسيًا بحد ذاته، إلا أنه يرتبط بحالات مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل والنوم، وأيضاً اضطراب الوسواس القهري.


يمكن تقسيم التفكير الزائد إلى نوعين:


الأول يتضمن التفكير المستمر في أحداث الماضي، مما يؤدي إلى الشعور بالندم وتأنيب النفس.


والنوع الثاني يتعلق بالقلق من المستقبل والخوف منه، وغالبًا ما يكون التفكير السلبي هو المسيطر، حيث يتخيل الشخص أسوأ السيناريوهات.


ومن بين أسباب التفكير الزائد:


1- الخوف: يميل بعض الأشخاص إلى التركيز على الجوانب السلبية وتوقع الأسوأ، مما يجعلهم يغرقون في التفكير والتحليل، ويصعب عليهم رؤية الجوانب الإيجابية.


2- التعرض للصدمات: عندما يمر الشخص بصدمة نفسية مثل فقدان شخص عزيز أو التعرض لحادث مؤلم، يصبح أكثر عرضة للتفكير الزائد والأفكار الهوسية.


3- المثالية: السعي للكمال يمكن أن يجعل الأشخاص ينغمسون في التفكير والتحليل المستمرين، مما يؤدي إلى القلق من الأخطاء وتوقعات الآخرين.


4- الاضطرابات النفسية والشخصية: يمكن أن يكون التفكير الزائد عرضًا للمعاناة من اضطرابات مثل الهلع أو الوسواس القهري، أو نتيجة للإصابة بالاكتئاب.


5- التجارب الحياتية: قد تزيد ضغوط الحياة من التفكير الزائد، حيث يحاول الشخص العثور على حلول للتحديات التي يواجهها، مما يزيد من شعوره بالقلق والضغط النفسي.


أفضل طرق لعلاج التفكير المفرط


للتخلص من دوامة التفكير الزائد التي قد تعكر صفو حياتك اليومية وتؤثر سلبًا على تجربتك الشخصية، يمكنك اتباع عدة استراتيجيات فعّالة:


1- تشتيت الانتباه


قم بممارسة أنشطة تستحوذ على تفكيرك وتجذبك بعيدًا عن الأفكار المقلقة.


يمكن أن يكون ذلك من خلال تنظيف المنزل، تحضير وجبة لذيذة، أو الانخراط في مهام تمنحك شعورًا بالإنجاز والإنتاجية، مما يساعدك على الخروج من دائرة الأفكار السلبية.


2- تطوير المهارات الشخصية


يحدث التفكير الزائد عندما تفتقد شخصيتك القدرة على التفاعل بإيجابية مع الحياة.


لذا، من خلال اكتساب مهارات جديدة، يمكنك تعزيز ثقتك بنفسك والتغلب على الأفكار السلبية.


زيادة الوعي الذاتي، وضع حدود واضحة، واكتساب مهارات التعامل الذكي، كلها وسائل تساعد في تحقيق هذا الهدف.


3- التأمل


يُعد التأمل وتقنيات الاسترخاء من الأدوات الفعالة لإعادة توجيه أفكارك نحو منظور أكثر إيجابية.


هذه الممارسات تساهم في تصفية الذهن والتركيز بشكل أفضل دون تشتيت، مما يساعدك على إدارة التفكير الزائد.


4- قبول الذات


تخلَّ عن المثالية غير الواقعية وركز على حقيقة أنك إنسان قد يخطئ وهذا أمر طبيعي.


تعلم كيف تكون متعاطفًا مع نفسك كما تفعل مع أصدقائك، سامح نفسك على أخطائك، ودوّن قائمة بالامتنان تذكرك بالجوانب التي تحبها في شخصيتك.


5- تلقي العلاج والدعم


يمكن أن يكون اللجوء إلى معالج نفسي خطوة مهمة لتخفيف التفكير المفرط.


العلاج النفسي يساعدك على فهم أسباب هذا التفكير ومحفزاته وطرق التعامل معه.


قد يوصي الطبيب بالعلاج السلوكي المعرفي، الذي يركز على تحليل السلوكيات وتعديلها لتحقيق نتائج إيجابية.


كيفية التعامل معه والتغلب عليه


يمكن أن يكون التفكير المفرط عائقًا أمام نمو الأعمال، سواء من قبل الموظفين أو القادة، حيث يعيق الفرص ويعزز ثقافة الخوف من المخاطرة، مما يؤدي إلى جمود في العمل وانتشار الأفكار السلبية.


الأشخاص الذين يميلون إلى التفكير المفرط يضيفون التعقيد إلى كل خطوة، مما يجعل عملية اتخاذ القرار صعبة للغاية.


1- السيطرة على القلق


للتغلب على القلق الذي يمكن أن يسيطر على يومك، يمكنك وضع خطة للتحكم في الأفكار السلبية.


خصص وقتًا ومكانًا محددين للتفكير فيما يزعجك، بحيث تكون هذه الفترة خارج أوقات العمل الأساسية، مثل قبل تناول الغداء أو في فترة ما بعد الظهيرة على الشرفة.


مع التكرار، سيعتاد عقلك على هذه الفترات المحددة، مما يقلل من تأثير التفكير الزائد على باقي يومك.


2- تصور المستقبل


اسمح لعقلك بالخروج من التفاصيل اليومية المرهقة، وفكر في الصورة الكبيرة.


تخيل نفسك بعد خمس سنوات وقد حققت ترقيات وتقدماً مهنيًا.


هذه الحيلة تساعدك على وضع التحديات الحالية في سياقها الصحيح، فهي ليست سوى خطوات ضمن مسيرة مهنية طويلة يمكنك تجاوزها بنجاح.


3- وضع معايير للرضا


يقترح الخبراء اتخاذ القرارات باستخدام معايير محددة بدلاً من السعي دائمًا لتحقيق الأفضل.


إذا وضعت معايير واضحة تجعل القرار مرضيًا لك، يمكنك اتخاذ القرار الأول الذي يفي بهذه المعايير، حتى لو كان هناك خيار أفضل.


هذه الاستراتيجية تساعد في تسريع عملية اتخاذ القرار وتقليل النزعة إلى المثالية المفرطة

.

تمارين للتخلص من التفكير المفرط


1- ممارسة التأمل واليوجا يوميًا


خصص بضع دقائق يوميًا لممارسة التأمل أو اليوجا، هذه الأنشطة تساعد في تهدئة العقل وتصفية الذهن.


2- تمارين التنفس


استخدم تقنيات التنفس العميق لتخفيف ثقل التفكير والتقليل من المشاعر السلبية.


يمكن أن تكون جلسات التنفس القصيرة فعالة في استعادة الهدوء والتركيز.


3- الأنشطة البدنية


شارك في أنشطة بدنية وحركية مثل المشي أو الجري، حيث تساعد هذه الأنشطة في تشتيت الانتباه عن التفكير المفرط وتخفيف القلق.


4- الاستماع إلى الموسيقى


قم بالاستماع إلى الموسيقى المفضلة لديك، يمكن للموسيقى أن تساعد في تغيير حالتك المزاجية وتخفيف التوتر.


5- تحدي التفكير المفرط


حاول توجيه عقلك لرؤية الجانب الإيجابي في المواقف المختلفة، تحدى الأفكار السلبية وأعد صياغتها بشكل إيجابي.


6- تجربة ألعاب العقل


حل الألغاز مثل الكلمات المتقاطعة أو ألعاب الذكاء، هذه الأنشطة تنشط العقل وتوفر تشتيتًا مفيدًا.


7- التحدث إلى صديق مقرب


تحدث مع صديق موثوق، حيث أن التفاعل مع الآخرين يمكن أن يخفف من التوتر ويساعدك في رؤية الأمور من منظور مختلف.


8- الحفاظ على نمط حياة صحي


تأكد من تناول طعام صحي، الحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة الرياضة بانتظام، حيث أن نمط الحياة المتوازن يعزز الصحة العقلية ويقلل من التفكير المفرط.


طالع أيضًا

وسواس المرض: أعراضه وكيفية التغلب عليه

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.