تعتبر مشاكل النوم من أكبر الأزمات التي يعاني منها الكثيرون حول العالم، ولكن هل تساءلت يومًا عن كيفية تحسين نوعية نومك؟
إحدى النصائح الغريبة التي بدأ الأطباء في التوصية بها هي النوم في غرفة باردة.
هل يمكن أن يكون لذلك تأثير إيجابي على صحتك النفسية والجسدية؟ في هذا التقرير، نستعرض الأدلة العلمية وراء هذه النصيحة وكيف تؤثر درجة حرارة الغرفة على جودة نومك.
النوم في غرفة باردة: مفيد ولكن مع ضوابط
أصبحت مشاكل النوم تؤرق ملايين الأشخاص حول العالم، مما دفع الأطباء للبحث عن حلول مبتكرة.
واحدة من هذه الحلول هي النوم في غرفة باردة، وهو ما يبدو غريبًا لأول وهلة. ولكن الدراسات العلمية تدعم هذه النصيحة، حيث أكدت مؤسسة النوم الوطنية أن درجة الحرارة المثلى للنوم تتراوح بين 15.5 و20 درجة مئوية (60-68 درجة فهرنهايت).
هذه الدرجة من الحرارة تُعتبر الأنسب لمساعدة الجسم على خفض درجة حرارته الداخلية، وهي عملية أساسية لدخول مراحل النوم العميق.
وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة العلاج السلوكي والنفسي أن النوم في بيئة باردة يُسرّع من الدخول في النوم ويحسن جودته.
كيف يؤثر انخفاض درجة الحرارة على الجسم؟
عندما تنخفض درجة حرارة الغرفة، يبدأ الجسم بشكل طبيعي في تقليل درجة حرارته الداخلية استعدادًا للنوم.
هذا الانخفاض يُحفّز إفراز هرمون الميلاتونين، المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ.
دراسة أجرتها جامعة هارفارد أظهرت أن النوم في غرفة بدرجة حرارة أقل من 19 درجة مئوية يزيد من إنتاج هذا الهرمون بشكل ملحوظ، ما يُساهم في تحسين المزاج وزيادة الكفاءة الإدراكية.
النوم البارد وحرق الدهون
المثير أن تأثير النوم في بيئة باردة لا يتوقف عند تحسين جودة النوم فحسب، بل يمتد إلى تأثيره على التمثيل الغذائي.
فقد أظهرت دراسة نشرت في مجلة "السكري" أن النوم في غرف باردة يُنشّط الدهون البنية في الجسم، وهي نوع من الدهون التي تعمل على حرق السعرات الحرارية لإنتاج الحرارة، مما قد يساعد في الوقاية من زيادة الوزن وتعزيز عمليات الأيض.
احذر من المبالغة: كيف تحافظ على درجة الحرارة المثالية؟
ورغم الفوائد المتعددة للنوم في غرفة باردة، يحذر الخبراء من انخفاض درجة الحرارة إلى مستويات شديدة البرودة.
توصي منظمة الصحة العالمية بعدم انخفاض درجة حرارة غرف النوم عن 18 درجة مئوية، خاصة لكبار السن أو المصابين بأمراض مزمنة.
لتهيئة غرفتك للنوم البارد بشكل صحيح، ينصح الخبراء بضبط درجة حرارة التكييف أو التدفئة بين 16 و20 درجة مئوية.
كما يُفضل استخدام ملاءات وملابس خفيفة قابلة للتنفس، وتجنب مصادر الحرارة مثل الأجهزة الإلكترونية في الغرفة، مع الحرص على تهوية الغرفة بانتظام.
طالع أيضًا