كثيرًا ما يُعزى الصداع الصباحي إلى قلة النوم أو التوتر أو الجفاف، لكن في بعض الأحيان قد يكون مؤشرًا مبكرًا على حالة صحية خطيرة تتطور في صمت.
عدد من الأطباء والخبراء يشيرون إلى وجود صلة مباشرة بين الصداع عند الاستيقاظ وارتفاع ضغط الدم، الذي يُعرف طبيًا بـ "القاتل الصامت".
تقرير نشره موقع "Surrey Live" سلط الضوء على تحذيرات أطلقها كل من طبيب القلب الدكتور عدنان أسلم والدكتور روي نورمال من مركز شمال غرب هيوستن للقلب، حيث أشارا إلى أن تجاهل الصداع الصباحي المتكرر قد يؤدي إلى تجاهل علامات أولى لمرض ارتفاع ضغط الدم، وهو مرض يتطور دون أعراض واضحة في كثير من الأحيان.
علامات يجب الانتباه إليها
ارتفاع ضغط الدم يُعد مرضًا خفيًا يصيب الملايين حول العالم، وغالبًا ما يُكتشف بعد أن تكون الأضرار قد بدأت بالفعل.
إلى جانب الصداع الصباحي، يشير الأطباء إلى مجموعة من الأعراض الأخرى التي قد تكون إنذارات مبكرة، مثل نزيف الأنف المتكرر، اضطراب نبضات القلب، تشوش الرؤية، وطنين الأذنين، والشعور المستمر بالتعب عند الاستيقاظ.
في حال إهمال الحالة، قد تظهر أعراض أكثر حدة مثل الغثيان، ألم الصدر، الشعور بالارتباك، والقلق المفاجئ، وهي مؤشرات طبية تستوجب التدخل الفوري.
سبب تسمية ضغط الدم بـ "القاتل الصامت"
توضح مؤسسة القلب البريطانية أن الشرايين في الحالة الصحية الطبيعية تكون مرنة وقادرة على التمدد والانقباض مع كل نبضة قلب.
لكن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى ضعف هذه المرونة، ويسبب تصلب الشرايين أو تضيقها، مما يزيد من احتمال تراكم الدهون داخل الأوعية الدموية.
هذا الخلل يزيد من فرص الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وغيرها من أمراض القلب والأوعية الدموية.
ولا يقتصر الضرر على القلب فقط، فارتفاع ضغط الدم المزمن وغير المُعالج يُعد أحد الأسباب الرئيسية للفشل الكلوي، وقصور القلب، وضعف البصر، وحتى بعض أنواع الخرف المرتبطة بالأوعية الدموية.
وغالبًا ما تظهر هذه المضاعفات بعد فوات الأوان، حين تكون الأعضاء الحيوية قد تعرضت للإجهاد لفترات طويلة دون تشخيص.
طرق طبيعية للحفاظ على ضغط الدم تحت السيطرة
اتباع نمط حياة صحي يُعد من أبرز الوسائل للوقاية من ارتفاع ضغط الدم. ويمكن تحقيق ذلك من خلال مجموعة من العادات اليومية التي تعزز التوازن في وظائف الجسم، وتحدّ من المضاعفات المحتملة.
أبرز هذه العادات تشمل:
اتباع نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، وتقليل الدهون المشبعة.
تقليل كمية الملح في الطعام إلى أقل من 6 جرام يوميًا.
ممارسة نشاط بدني منتظم لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا.
الحفاظ على وزن صحي ومتوازن.
التوقف عن التدخين بشكل نهائي.
مراقبة استهلاك الكافيين، خصوصًا من القهوة ومشروبات الطاقة.
الصداع الصباحي ليس دائمًا عرضًا بسيطًا، وقد يكون إشارة مبكرة من الجسم إلى خلل أكبر يجدر الانتباه إليه.
الكشف المبكر وقياس ضغط الدم بانتظام، إلى جانب اعتماد نمط حياة صحي، يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا في الوقاية من المضاعفات الخطيرة المرتبطة بارتفاع ضغط الدم.
طالع أيضًا