في ظل تزايد الإقبال على مكملات زيت السمك كوسيلة سهلة للحصول على أحماض أوميغا 3 المفيدة، تثير الأبحاث الحديثة تساؤلات جدية حول مدى فعالية هذه المكملات مقارنة بالمصادر الطبيعية مثل السردين، الذي يُعد أحد أغنى الأسماك بهذه الأحماض وأكثرها فائدة للقلب.
كشفت دراسة أجراها باحثون من نيويورك، ونشرتها مجلة فري ويل هيلث، أن مكملات زيت السمك لا توفر الفوائد القلبية المتوقعة، بل قد تحمل آثارًا جانبية غير مرغوبة.
وأشارت النتائج إلى أن هذه المكملات قد تزيد من خطر الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب، خصوصًا الرجفان الأذيني، وهو أكثر أنواع اضطراب النبض شيوعًا.
ووفق نتائج دراسات سريرية واسعة، لم تُظهر المكملات أي تأثير وقائي حقيقي ضد أمراض القلب أو الأوعية الدموية، ما يعيد التأكيد على أن الجسم يتفاعل بشكل أفضل مع الأحماض الدهنية عندما تأتي ضمن نظام غذائي متكامل، وليس في صورة مركزة ومعزولة.
السردين.. مصدر طبيعي غني ومتوازن
يُعتبر السردين خيارًا غذائيًا ذكيًا لمن يرغب في تعزيز صحة القلب بشكل طبيعي.
فهو يحتوي على نسب عالية من أحماض أوميغا 3، إلى جانب معادن أساسية مثل الكالسيوم، البوتاسيوم، والمغنيسيوم، وكلها عناصر تدعم عمل القلب وتقلل من الالتهابات.
لكن من المهم الانتباه إلى نوع السردين المتناول، إذ إن السردين المعلب غالبًا ما يكون غنيًا بالصوديوم، خصوصًا إذا تم تعبئته في الزيت أو الصلصة.
كما تشير بعض الدراسات إلى احتمال تلوث الأسماك الصغيرة، بما فيها السردين، بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة الموجودة في البحار، ما يجعل الاعتدال في استهلاكه أمرًا ضروريًا.
الاعتدال هو الحل الأمثل
الخبراء ينصحون بالاعتماد على النظام الغذائي المتوازن الذي يجمع بين مصادر متنوعة لأوميغا 3 مثل الأسماك الطازجة، زيت الزيتون، والمكسرات، بدلاً من الاعتماد على المكملات الغذائية وحدها.
فالجسم يستفيد أكثر من الدهون الصحية الطبيعية التي تأتي مع مجموعة من العناصر المساندة الموجودة في الطعام الكامل.
طالع أيضًا