لا يتوقف تأثير مرض السكري عند اضطراب مستويات الجلوكوز في الدم، بل يتسلل أيضًا إلى النفس والعقل، مسببًا ضغوطًا وتحديات نفسية قد تكون أشد قسوة من الأعراض الجسدية نفسها.
تشير دراسات حديثة – نقلًا عن موقع "Healthline" – إلى أن العلاقة بين السكري والحالة النفسية متشابكة ومتبادلة، حيث يمكن لكلٍّ منهما أن يؤثر في الآخر بشكل مباشر، ما يجعل الدعم النفسي عنصرًا لا يقل أهمية عن العلاج الدوائي والغذائي.
اضطرابات شائعة بين مرضى السكري
يوضح الأطباء أن كثيرًا من مرضى السكري يعانون من مشاعر القلق أو الحزن التي تتطور أحيانًا إلى اكتئاب مزمن نتيجة التوتر الدائم المرتبط بمتابعة النظام الغذائي الصارم ومراقبة مستويات السكر باستمرار.
كما يظهر القلق المفرط بسبب الخوف من حدوث انخفاض مفاجئ في السكر أو من المضاعفات المستقبلية للمرض.
ويعاني آخرون من إرهاق ذهني ناتج عن رتابة الروتين اليومي المليء بالقيود الغذائية والأدوية والمتابعة الطبية الدائمة.
دائرة مغلقة من التأثير المتبادل
يشرح المختصون أن تغيرات سكر الدم نفسها يمكن أن تؤثر على كيمياء الدماغ، مسببة تقلبات في المزاج وصعوبة في التركيز.
َوفي المقابل، فإن الضغوط النفسية ترفع من مستوى الكورتيزول في الجسم، ما يؤدي إلى ارتفاع السكر في الدم، فتتكرر الأعراض وتدخل الحالة في دائرة مغلقة من التأثير المتبادل بين الجسد والنفس.
كيف يحافظ المريض على توازنه النفسي؟
ينصح الخبراء باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يحافظ على استقرار مستوى السكر، مع ممارسة النشاط البدني المنتظم الذي يعزز إفراز هرمونات السعادة ويحسن المزاج.
كما يُستحسن التحدث مع الطبيب النفسي عند الشعور بالضيق أو فقدان الحافز، والانضمام إلى مجموعات الدعم الخاصة بمرضى السكري لتبادل الخبرات، إذ يساعد ذلك على تخفيف الشعور بالوحدة ويعزز القدرة على التعايش مع المرض.
العلاج لا يكتمل بدون راحة نفسية
السكري ليس مجرد رقم في تحليل الدم، بل تجربة حياتية طويلة تتطلب وعيًا وطمأنينة.
فالصحة النفسية المتزنة تسهم في السيطرة على المرض وتحسين جودة الحياة، وهو ما يجعل العلاج الحقيقي يبدأ من الداخل قبل الخارج.
طالع أيضًا
صيام الماء.. الفوائد المؤقتة والمخاطر الصحية التي يجب معرفتها
