يستمر الجيش الإسرائيلي في حرب الإبادة والتجويع الممنهجة في قطاع غزة على مدار ما يقارب العامين، وسط ظروف إنسانية ومعيشية كارثية، وارتقاء المواطنين غالبيتهم أطفال ونساء جراء المجاعة وسوء التغذية نتيجة الحصار واستهداف طالبي المساعدات مع القصف والغارات العنيفة المستمرة على مدارالساعة.
وارتقى أكثر من 100 فلسطيني، غالبيتهم من مدينة غزة، جراء غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت أحياء مختلفة من القطاع، اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع بدء الجيش الإسرائيلي توغله البري داخل المدينة عبر ثلاث فرق عسكرية، في إطار المرحلة الثانية من عملية "عربات جدعون 2"، كما أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة
وأكدت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة الحرب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 بلغت 64,964 ضحية و165,312 إصابة، بعد ارتقاء 59 شخصًا وإصابة 386 آخرين خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
كما أحصت الوزارة 2497 ضحية من مستهدفي طوابير المساعدات، وأكثر من 18,294 إصابة، فيما ارتفع عدد ضحايا التجويع وسوء التغذية إلى 428 شخصًا بينهم 146 طفلًا، بعد تسجيل ثلاث وفيات جديدة أمس.
ارتقاء 3 مواطنين من عائلة واحدة في المواصي
على الصعيد الإنساني، أفادت مصادر طبية في مجمع ناصر بمدينة خان يونس بارتقاء ثلاثة فلسطينيين من عائلة واحدة إثر قصف استهدف خيمة نازحين في منطقة المواصي جنوب القطاع، في الوقت الذي أكدت فيه فرق الدفاع المدني استمرار عمليات الإنقاذ بحثًا عن ناجين من تحت الأنقاض.
في المقابل، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي أن أكثر من مليون فلسطيني ما زالوا متمسكين بالبقاء في مدينة غزة وشمالها، رافضين النزوح القسري نحو الجنوب، رغم الظروف القاسية.
وأشار إلى حركة نزوح عكسية، حيث عاد نحو 15 ألف شخص إلى منازلهم في المدينة نتيجة انعدام مقومات الحياة جنوبًا.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تفجير 5 مدرعات مفخخة بين منازل المدنيين جنوب غزة
ولم يتوقف التصعيد الميداني عند حدود القصف الجوي، إذ فجرت القوات الإسرائيلية خمس مدرعات مفخخة بين منازل المدنيين جنوب غزة، فيما استهدفت غارات جوية عمارة المعتصم بشارع النفق، وأحياء المغراقة والنصيرات ورفح.
كما شنت الطائرات الحربية والمروحيات هجمات متزامنة على مناطق متفرقة، بينها أبراج عين جالوت في النصيرات، ما خلّف دمارًا واسعًا.
20 وكالة إغاثة دولية تحذر من إبادة جماعية وكارثة إنسانية في غزة
وفي السياق ذاته، حذرت أكثر من 20 وكالة إغاثة دولية، في رسالة مشتركة للأمم المتحدة، من أن العملية البرية الإسرائيلية تمثل "إبادة جماعية متواصلة"، محذّرة من عواقب إنسانية كارثية ما لم يتدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل.
بدورها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إن الهجوم البري سيؤدي إلى "المزيد من الموت والدمار والنزوح القسري".
ولم يغب الموقف الأممي عن المشهد، إذ خلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إلى أن إسرائيل ترتكب بالفعل جريمة إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في القطاع، في ظل اتساع رقعة العمليات العسكرية، وارتفاع أعداد الضحايا يومًا بعد آخر، وسط انهيار كامل للبنية التحتية الصحية والإنسانية.
وبينما يواصل الجيش الإسرائيلي تكثيف هجماته الجوية والمدفعية، تتسع المأساة الإنسانية في غزة، حيث يقف أكثر من مليوني فلسطيني على حافة المجاعة والنزوح القسري، فيما تتعالى التحذيرات الدولية من كارثة غير مسبوقة قد تعصف بالقطاع إذا لم يتوقف التصعيد فورًا.
اقرأ أيضا
حماس: تصريحات ترامب منحازة وواشنطن وتل أبيب مسؤولتان عن كارثة غزة
