يُعتبر الملح من أكثر المكونات الغذائية استخدامًا في حياتنا اليومية، إلا أن تأثيره الصحي لا يُستهان به، إذ يحذر الأطباء من الإفراط في تناوله لما له من علاقة مباشرة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين.
فعلى الرغم من أن الصوديوم عنصر أساسي لوظائف العضلات والأعصاب وتنظيم السوائل في الجسم، إلا أن تجاوز الحد المسموح به يُحوّله إلى عامل خطر صامت يهدد صحة القلب على المدى الطويل.
الصوديوم... عنصر ضروري يتحول إلى خطر مع الإفراط
يشير تقرير موقع Everyday Health إلى أن الصوديوم ضروري للحفاظ على توازن السوائل داخل الجسم، إلا أن زيادة كميته تؤدي إلى احتباس الماء وارتفاع حجم الدم داخل الأوعية، ما يدفع القلب للعمل بجهد أكبر.
ومع الوقت، تتصلب جدران الشرايين ويبدأ ضغط الدم في الارتفاع تدريجيًا دون أعراض واضحة، حتى تظهر مضاعفات خطيرة كالسكتة الدماغية أو الفشل الكلوي.
لهذا السبب يُطلق الأطباء على ارتفاع ضغط الدم وصف “القاتل الصامت”، لأنه يتطور ببطء دون علامات تنذر بالخطر.
الملح الخفي في الطعام اليومي
كثيرون يظنون أن مصدر الصوديوم الوحيد هو ما يُضاف أثناء الطهي، بينما تؤكد الدراسات أن أكثر من 70% من الصوديوم الذي يستهلكه الإنسان يأتي من الأطعمة الجاهزة والمعلبة مثل الجبن، الخبز، الصلصات والمقرمشات.
ويشير الخبراء إلى أن تقليل تناول هذه المنتجات أكثر فاعلية من مجرد تقليل الملح على المائدة، لأن الصوديوم المتخفي فيها غالبًا ما يتجاوز الحدود الصحية دون أن يشعر المستهلك بذلك.
من الأكثر حساسية للملح؟
تُظهر الأبحاث أن بعض الفئات أكثر عرضة لتأثيرات الصوديوم، منهم كبار السن، ومرضى الكلى، والأشخاص المصابون بالسمنة أو السكري، والنساء بعد انقطاع الطمث.
كما أن الإفراط في تناول الملح قد يؤدي إلى تضخّم عضلة القلب وضعف قدرتها على ضخ الدم بكفاءة، حتى في غياب أعراض واضحة في البداية.
كم يحتاج الجسم من الصوديوم يوميًا؟
توصي جمعية القلب الأمريكية بألا يتجاوز استهلاك الصوديوم 2300 ملغ يوميًا (أي نحو ملعقة صغيرة من الملح)، بينما يُفضل خفضه إلى 1500 ملغ لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
ويحذر الخبراء من أن تناول أكثر من 5 غرامات يوميًا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 20%.
البدائل والاعتدال هما الحل
انتشرت في الآونة الأخيرة بدائل الملح التي تحتوي على كلوريد البوتاسيوم، لكن الأطباء يؤكدون ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدامها، خاصة لمرضى الكلى، لأنها قد ترفع مستويات البوتاسيوم في الدم بشكل خطير.
ولتقليل الصوديوم دون فقدان المذاق، ينصح الخبراء بالاعتماد على التوابل الطبيعية مثل الليمون، والثوم، والخل، والأعشاب العطرية كالزعتر والريحان، مع الحرص على قراءة الملصقات الغذائية واختيار المنتجات منخفضة الصوديوم.
طالع أيضًا