لطالما اعتبر الكثيرون السهر أو تقليل ساعات النوم مجرد شعور بالإنهاك المؤقت.
لكن، وفقاً لموقع Harvard Medical School، فإن النوم بكميات أقل من الموصى بها هو بوابة مفتوحة لمجموعة واسعة من المشكلات الصحية الخطيرة، أبرزها زيادة الوزن وتدهور المزاج.
إنها ليست مجرد مسألة راحة، بل هي عملية بيولوجية معقدة تُعيد برمجة جسمك وعقلك بطرق غير مرغوبة.
هرمونات الجوع تخرج عن السيطرة (Leptin و Ghrelin)
إن التأثير الأكثر خطورة لقلة النوم يكمن في قلب نظام الجوع والشبع. عندما تنام أقل، يحدث انخفاض حاد في هرمون اللبتين (Leptin) المسؤول عن إرسال إشارات الشبع للدماغ، مقابل ارتفاع هرمون جريلين (Ghrelin) المحفز الشرس للشهية.
هذا الخلل الهرموني يجعلك تستهلك كميات طعام أكبر بشكل غير مبرر، مع ميل خاص للأطعمة الغنية بالنشويات والسعرات الحرارية العالية.
الكسل الأيضي وقلة الحركة
النوم القصير يمنحك وقتاً أطول لتناول الوجبات الخفيفة، ما يزيد من فرص استهلاك السعرات. لكن الأهم هو التأثير على الحركة.
الشعور بالتعب والإرهاق الناتج عن الحرمان من النوم يُقلل النشاط البدني اليومي ويُزيد من فترات الجلوس والخمول، ما يعني حرق سعرات حرارية أقل بكثير.
والأخطر أن الحرمان المزمن يؤثر على تنظيم الجلوكوز والأنسولين، مما يُعزز تخزين الدهون في الجسم، وتحديداً في منطقة البطن.
المزاج المتقلب والأداء العقلي
قلة النوم لا تسرق وزنك فحسب، بل تسرق هدوءك أيضاً.
تشير المراجعات البحثية إلى أن النوم القصير يُعزز المشاعر السلبية كالغضب والتوتر، بينما يُقلل الشعور بالفرح والرضا.
الدماغ يفقد قدرته على معالجة الأحداث اليومية وتنظيم المشاعر، فتصبح ردود أفعالك أكثر حدة تجاه التوتر.
أضف إلى ذلك تراجع التركيز، وضعف الذاكرة، وصعوبة اتخاذ القرارات، وهي عوامل تُقوّض الشعور بالفعالية وتقود في النهاية إلى الإحباط والتقلبات المزاجية.
طالع أيضًا